فضائل لا إله إلا الله
أيها المؤمنون اتقوا الله ربكم فإن الله جل ذكره خلقكم بالغ قدرته ونافذ حكمته لأمر عظيم جليل ألا وهو توحيده جلّ وعلا، وإفراده بالعبادة دون غيره، قال تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، وقد أنزل الله لذلك الكتب وأرسل الرسل، قال تبارك وتعالى: "يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ".
فالله عز وجلّ خلقكم أيها الناس، لعبادته وحده لا شريك له، لا ليتقوى بكم من ضعف، فهو القوي العزيز؛ ولا ليتكثر بكم من قلة فهو الغني الحميد: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد"، وقال تعالى في الحديث القدسي: ""يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً""، "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ".
أيها المؤمنون، إن أساس العبادة التي خلقكم الله من أجلها هو شهادة أن لا إله إلا الله، فلا إله إلا الله كلمة قامت بها السماوات والأرض، ولا إله إلا الله فطرة الله التي فطر الناس عليها، ولا إله إلا الله دعوة الرسل جميعاً، ولا إله إلا الله كلمة التقوى وشعار الإسلام، ولا إله إلا الله مفتاح الجنة دار السلام.
عباد الله أيها المؤمنون، إن لكلمة التقوى والإخلاص فضائل عديدة، ومناقب كثيرة، فحقيق بمن نصح نفسه وأحب سعادته ونجاته أن يتعرف على هذه الفضائل وتلك المناقب عسى أن يكون من أهل لا إله إلا الله.
اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا اجعلنا من أهل لا إله إلا الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله.
فمن فضائل هذه الكلمة المباركة "لا إله إلا الله" أنها أول ما يطالب به العبد ليدخل في دين الإسلام الذي قال الله عنه: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ". في قصة بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن قال له صلى الله عليه وسلم: ""إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"".
عباد الله، إن من فضائل كلمة التقوى والإخلاص أن بها تحصلُ عصمةُ دم العبد ومالِه، في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: ""من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل"".
أيها المسلمون، إن من فضائل هذه الكلمة الطيبة، لا إله إلا الله، أنه من لقي الله بها أدخله الجنة، جنة عرضها السماوات والأرض دار السلام، قال صلى الله عليه وسلم: ""أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة"".
ومن فضائلها أنها تحرم على النار من قالها صادقاً مخلصاً، في الصحيحين من حديث عتيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ""إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله"".
ومن فضائلها أنها سبب لخروج صاحبها من النار إذا دخلها بتقصير منه وتفريط في حقوق هذه الكلمة وشروطها. قال صلى الله عليه وسلم: "" يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن بُرّةٍ من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرةٍ من خير"".
أيها المؤمنون، إن من فضائل كلمة التقوى أنه من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة، ومن فضائلها أنه لا تحصل شفاعةُ النبي صلى الله عليه وسلم إلا بها، فإن أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من قال: ""لا إله إلا الله خالصاً من قلبه"".
إن لا إله إلا الله لا يعدلها شيءٌ في الميزان، في مسند الإمام أحمد بسند جيد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ""إن نوحاً قال لابنه عند موته: آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة وضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله""؛ ولذلك فإن هذه الكلمة المباركة تطيش بسجلات الذنوب وتثقّل ميزان العبد وترفع درجاته يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
إن قول لا إله إلا الله من أعظم أسباب تفريج الكربات، وحل المعضلات وكشف النوازل والنكبات، فهذا نبي الله يونس، لما التقمه الحوت وهو مليم، نادى في الظلمات أن "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فاستجاب الله له، ونجاه من الغم.
فافزعوا أيها المؤمنون إلى هذه الكلمة المباركة عند حلول الكرب ونزول الضيم. إن ربكم سبحانه وتعالى قد ضرب لهذه الكلمة مثلاً في كتابه ودعاكم لتدبره وتأمله فقال جلّ وعلا: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"؛ فشبه الله تعالى هذه الكلمة الطيبة، كلمة التوحيد، كلمة لا إله إلا الله، بالشجرة الطيبة ثابتة الأصل، باسقة الفروع، يانعة الثمر، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها؛ فلا إله إلا الله إذا ثبت في قلب العبد أثمرت العملَ الصالح والعلمَ النافع. فجميع العلوم النافعة والأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة إنما هي ثمرة هذه الكلمة المباركة والشجرة الطيبة، فمن ثبت لا إله إلا الله في قلبه إيماناً وتصديقاً، محبةً وعلماً انقادت جوارحهُ لشرع الله تعالى وحكمه عملاً وتطبيقاً وامتثالاً وتنفيذاً.
فاحرصوا أيها المؤمنون على رعاية هذه الشجرة المباركة وتعاهدِها في كل وقت بالعلم النافع والعمل الصالح، فإن الشجرة لا تبقى حية إلا بمادة تسقيها وتنميها وتحفظها.
اللهم احفظ لنا ديننا الذي ارتضيته لنا
في امان الله
أيها المؤمنون اتقوا الله ربكم فإن الله جل ذكره خلقكم بالغ قدرته ونافذ حكمته لأمر عظيم جليل ألا وهو توحيده جلّ وعلا، وإفراده بالعبادة دون غيره، قال تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، وقد أنزل الله لذلك الكتب وأرسل الرسل، قال تبارك وتعالى: "يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ".
فالله عز وجلّ خلقكم أيها الناس، لعبادته وحده لا شريك له، لا ليتقوى بكم من ضعف، فهو القوي العزيز؛ ولا ليتكثر بكم من قلة فهو الغني الحميد: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد"، وقال تعالى في الحديث القدسي: ""يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً""، "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ".
أيها المؤمنون، إن أساس العبادة التي خلقكم الله من أجلها هو شهادة أن لا إله إلا الله، فلا إله إلا الله كلمة قامت بها السماوات والأرض، ولا إله إلا الله فطرة الله التي فطر الناس عليها، ولا إله إلا الله دعوة الرسل جميعاً، ولا إله إلا الله كلمة التقوى وشعار الإسلام، ولا إله إلا الله مفتاح الجنة دار السلام.
عباد الله أيها المؤمنون، إن لكلمة التقوى والإخلاص فضائل عديدة، ومناقب كثيرة، فحقيق بمن نصح نفسه وأحب سعادته ونجاته أن يتعرف على هذه الفضائل وتلك المناقب عسى أن يكون من أهل لا إله إلا الله.
اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا اجعلنا من أهل لا إله إلا الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله.
فمن فضائل هذه الكلمة المباركة "لا إله إلا الله" أنها أول ما يطالب به العبد ليدخل في دين الإسلام الذي قال الله عنه: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ". في قصة بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن قال له صلى الله عليه وسلم: ""إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"".
عباد الله، إن من فضائل كلمة التقوى والإخلاص أن بها تحصلُ عصمةُ دم العبد ومالِه، في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: ""من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل"".
أيها المسلمون، إن من فضائل هذه الكلمة الطيبة، لا إله إلا الله، أنه من لقي الله بها أدخله الجنة، جنة عرضها السماوات والأرض دار السلام، قال صلى الله عليه وسلم: ""أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة"".
ومن فضائلها أنها تحرم على النار من قالها صادقاً مخلصاً، في الصحيحين من حديث عتيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ""إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله"".
ومن فضائلها أنها سبب لخروج صاحبها من النار إذا دخلها بتقصير منه وتفريط في حقوق هذه الكلمة وشروطها. قال صلى الله عليه وسلم: "" يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن بُرّةٍ من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرةٍ من خير"".
أيها المؤمنون، إن من فضائل كلمة التقوى أنه من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة، ومن فضائلها أنه لا تحصل شفاعةُ النبي صلى الله عليه وسلم إلا بها، فإن أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من قال: ""لا إله إلا الله خالصاً من قلبه"".
إن لا إله إلا الله لا يعدلها شيءٌ في الميزان، في مسند الإمام أحمد بسند جيد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ""إن نوحاً قال لابنه عند موته: آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة وضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله""؛ ولذلك فإن هذه الكلمة المباركة تطيش بسجلات الذنوب وتثقّل ميزان العبد وترفع درجاته يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
إن قول لا إله إلا الله من أعظم أسباب تفريج الكربات، وحل المعضلات وكشف النوازل والنكبات، فهذا نبي الله يونس، لما التقمه الحوت وهو مليم، نادى في الظلمات أن "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فاستجاب الله له، ونجاه من الغم.
فافزعوا أيها المؤمنون إلى هذه الكلمة المباركة عند حلول الكرب ونزول الضيم. إن ربكم سبحانه وتعالى قد ضرب لهذه الكلمة مثلاً في كتابه ودعاكم لتدبره وتأمله فقال جلّ وعلا: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"؛ فشبه الله تعالى هذه الكلمة الطيبة، كلمة التوحيد، كلمة لا إله إلا الله، بالشجرة الطيبة ثابتة الأصل، باسقة الفروع، يانعة الثمر، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها؛ فلا إله إلا الله إذا ثبت في قلب العبد أثمرت العملَ الصالح والعلمَ النافع. فجميع العلوم النافعة والأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة إنما هي ثمرة هذه الكلمة المباركة والشجرة الطيبة، فمن ثبت لا إله إلا الله في قلبه إيماناً وتصديقاً، محبةً وعلماً انقادت جوارحهُ لشرع الله تعالى وحكمه عملاً وتطبيقاً وامتثالاً وتنفيذاً.
فاحرصوا أيها المؤمنون على رعاية هذه الشجرة المباركة وتعاهدِها في كل وقت بالعلم النافع والعمل الصالح، فإن الشجرة لا تبقى حية إلا بمادة تسقيها وتنميها وتحفظها.
اللهم احفظ لنا ديننا الذي ارتضيته لنا
في امان الله