بسم الله الرحمن الرحيم
أمور كثيرة لم تعد كما كانت، أحوال تتغير وتتبدل، تفاصيل الحدث "شهر رمضان" تأخذنا في اتجاهين مختلفين، أناس ذاهبون نحو الإبداع، وآخرون كتبوا لأنفسهم الكسل.صورة بتنا نشهدها بشكل مستمر في كل صفحة من صفحات شهر رمضان المبارك. ومن هذه الفئات التي تتغير أحوالها شريحة هامة من المجتمع، وهم الموظفون الذين كثيراً ما ينقسمون إلى جماعتين مختلفتين تماماً. جزء ذهبوا إلى النوم طيلة الشهر، وآخرون وجدوا في الثلاثين يوماً فرصة للتفاني والإبداع.
في فلسطين الأمور لا تختلف كثيراً عما هو الحال في الكثير من الدول العربية، لكن ما رُصد أعطى وجهين مختلفين تماماً لطريقة تصرف الموظفين بهذا الشهر.
حالة نفسية... صايم الله يكون في عونه
قيس موظف في مكتب إعلامي، يقول: إن حالة من الكسل تصيبه في شهر رمضان المبارك، لكنه لا يجد مسوّغاً لمثل هذه الحالة بقوله: "بطبيعتي لا أتناول طعام الإفطار في الأيام العادية، وأتناول طعام الغداء في الخامسة مساء من كل يوم، لكن لا أدري ماذا يحدث معي في رمضان، فتصيبني حالة من الكسل لا أستطيع مقاومتها، وبالتالي فإنني أقضي أكثر من نصف الشهر دون العمل، وحتى إنني لا أذهب لمقر العمل، وكثيراً ما تعترضني مشاكل مع المسئول عني بسبب عدم التزامي بالدوام خلال شهر رمضان".
ويضيف: " كما أنني عندما أذهب للمكتب لا أجد رغبة في العمل، وكثير من المواضيع أراها تراكمت عليّ حتى نهاية الشهر لأغرق بعدها لشهر آخر في عمل ضخم وهائل".
موظف آخر ويدعى محمود يؤكد أيضاً على شعوره بالكسل في شهر رمضان، لكن محمود على ما يبدو يعرف السبب تماماً فيقول: "نحن فعلاً نُصاب بالكسل، وهذا مردّه إلى حالة نفسية، مفادها أننا لا يمكن أن نقوم بعملنا ونحن جياع، فكثيراً ما نسمع عبارة (الله يكون في عونه مهو صايم)، فهذه حالة لم تعد فردية أو محدودة، وإنما بتنا نشهدها بشكل متكرر، وما يحدث هو أنها أصبحت عادة، لكن للأسباب يبدو أننا سلبيون ولا نحاول مقاومتها".
أجر وإبداع
جزء آخر من الموظفين وجدنا لديهم رغبة متنامية في زيادة عملهم والإبداع فيه، وتنوعت الأسباب في هذا المجال، فمنهم من يرى ضرورة لتطبيق قاعدة "العمل عبادة"، ومنهم من يعد الشهر مصدراً جيداً للدخل، وطرف ثالث يرى في العمل فرصة من أجل الانشغال لقضاء الوقت حتى يحين موعد الإفطار.
فأسامة الذي يعمل في شركة للاتصالات يرى في شهر رمضان فرصة لمضاعفة العمل ويقول: " تعلّمنا من الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - أن "العمل عبادة"، ورمضان كله شهر عباده، فلماذا لا نجعل من عملنا طريقة لزيادة أجرنا عند الله - سبحانه وتعالى -".
ويضيف: " أنا لا أجهد نفسي في العمل، لكنني لا أدع للكسل مجالاً ليدخل إلى عملي وجميع الواجبات التي تكون موكلة إليّ في العمل، وأنهيها في الوقت المناسب وأنا مرتاح تمام".
ويؤكد أسامة على أنّ أي موظف إذا أتاح للشيطان بأن يوسوس له بأنه لن يستطيع إنجاز عمله بسبب الجوع فإنه سيبقى طيلة الشهر على هذا الحال، ولن يتمكن من إنجاز أي من مهام عمله. ويضيف: "علينا أن نقاوم الشيطان من خلال الإصرار على أداء العمل بكامل صوره، ولا نفكر بمسألة الأكل والجوع، وعلينا دوماً أن نستعين بالأذكار؛ لأن فيها حفظاً من الشيطان".
أما إلهام وهي موظفة في قسم المحاسبة في شركة تجارية فإنها ترى في الالتزام بالعمل وزيادته أحياناً فرصة للانشغال عن التفكير بالطعام وموعد الإفطار. وتقول: "بمجرد أن أصل إلى مقر عملي صباحاً أضع لنفسي جدولاً لأعمال ذلك اليوم، إضافة إلى الأعمال التي تكلفني بها الإدارة، علماً بأنني في الأيام العادية أقوم بأعمال أقل من تلك التي أقوم بها في شهر رمضان".
وتضيف: "أستغرب جداً من الأشخاص الذين يصيبهم الكسل خلال هذا الشهر، فمنذ متى فرض شهر رمضان من أجل النوم والجلوس في البيوت، وأحياناً كثيرة العصبية وغيرها من العادات السيئة، فرمضان شهر خير يجب أن تكون كل الأعمال فيه أعمال خير".
مجاهد موظف في قسم المبيعات في شركة توزيع منتجات مختلفة يرى في شهر رمضان فرصة لزيادة ربحه، ويسوّغ ذلك قائلاً: "في شهر رمضان يقبل المواطنون على شراء كل شيء أكثر من الشهور الأخرى، وبما أنني أعمل في شركة تعطيني نسبة على كل عملية بيع فإنني أستغل هذا الشهر من اجل زيادة أرباحي، خاصة وأن النساء تكون مقبلة بكثرة على الشراء".
ويضيف: " الكسل في رمضان هو مشكلة لكل صائم، وعليه أن يبحث عن مخرج ما للتخلص من وإيجاد جهد وإبداع في العمل بدلاً من الكسل".
صلاة وقرآن وعمل
"قبل ثلاث سنوات كنت أقضي شهر رمضان بكسل تام، نصف النهار نائم والنصف الآخر أتقلب في الفراش، أيام أذهب للعمل وأيام لا أذهب، وأحياناً كنت أذهب قبل انتهاء الدوام بوقت قصير". هكذا يقول الموظف إبراهيم سعد.
لكن إبراهيم استطاع التغلب على هذه العادة السيئة فيقول: "منذ ثلاثة أعوام وحتى الآن قررت التخلص من عادة الكسل لديّ، وذلك من خلال وضع جدول للأعمال اليومية في رمضان، وتحديداً خلال ساعات العمل، ومن أهم الأمور التي أركز عليها في هذا الجدول أن تكون الصلاة في وقتها تماماً، ولا أقوم بتأجيلها كما كنت أفعل سابقاً".
ويضيف: "يمرّ عليّ وقتان للصلاة وأنا في العمل وهما الظهر والعصر، فمنذ الثامنة صباحاً وحتى العاشرة أبقى على مكتبي ملتزماً بالعمل، وبعد ذلك أخصص نصف ساعة لتلاوة القرآن الكريم، وأعود بعد ذلك للعمل، إلى أن يحين وقت صلاة الظهر، أصلي وأعود لمتابعة عملي، وفي الساعة الثانية أعود لقراءة القرآن لنصف ساعة أيضاً، وأتابع العمل إلى أن يحين موعد صلاة العصر، ويكون قد تبقى من وقت العمل لديّ نحو نصف ساعة، فأذهب إلى مكتبي، وأنهي كافة ما بين يدي من أعمال قبل أن يحين موعد مغادرتي، وبالتالي ينقضي النهار بشكل منظم دون أن أشعر بجوع أو كسل".
تلك هي عادات الموظفين التي رصدناها في شهر رمضان المبارك، وربما يوجد هناك عادات أخرى لم نتمكن من رصدها، لكن ما ذكرناه من نماذج إيجابية كفيل بأن يحوّل الشهر إلى ثلاثين يوماً من الحيوية والنشاط.
أمور كثيرة لم تعد كما كانت، أحوال تتغير وتتبدل، تفاصيل الحدث "شهر رمضان" تأخذنا في اتجاهين مختلفين، أناس ذاهبون نحو الإبداع، وآخرون كتبوا لأنفسهم الكسل.صورة بتنا نشهدها بشكل مستمر في كل صفحة من صفحات شهر رمضان المبارك. ومن هذه الفئات التي تتغير أحوالها شريحة هامة من المجتمع، وهم الموظفون الذين كثيراً ما ينقسمون إلى جماعتين مختلفتين تماماً. جزء ذهبوا إلى النوم طيلة الشهر، وآخرون وجدوا في الثلاثين يوماً فرصة للتفاني والإبداع.
في فلسطين الأمور لا تختلف كثيراً عما هو الحال في الكثير من الدول العربية، لكن ما رُصد أعطى وجهين مختلفين تماماً لطريقة تصرف الموظفين بهذا الشهر.
حالة نفسية... صايم الله يكون في عونه
قيس موظف في مكتب إعلامي، يقول: إن حالة من الكسل تصيبه في شهر رمضان المبارك، لكنه لا يجد مسوّغاً لمثل هذه الحالة بقوله: "بطبيعتي لا أتناول طعام الإفطار في الأيام العادية، وأتناول طعام الغداء في الخامسة مساء من كل يوم، لكن لا أدري ماذا يحدث معي في رمضان، فتصيبني حالة من الكسل لا أستطيع مقاومتها، وبالتالي فإنني أقضي أكثر من نصف الشهر دون العمل، وحتى إنني لا أذهب لمقر العمل، وكثيراً ما تعترضني مشاكل مع المسئول عني بسبب عدم التزامي بالدوام خلال شهر رمضان".
ويضيف: " كما أنني عندما أذهب للمكتب لا أجد رغبة في العمل، وكثير من المواضيع أراها تراكمت عليّ حتى نهاية الشهر لأغرق بعدها لشهر آخر في عمل ضخم وهائل".
موظف آخر ويدعى محمود يؤكد أيضاً على شعوره بالكسل في شهر رمضان، لكن محمود على ما يبدو يعرف السبب تماماً فيقول: "نحن فعلاً نُصاب بالكسل، وهذا مردّه إلى حالة نفسية، مفادها أننا لا يمكن أن نقوم بعملنا ونحن جياع، فكثيراً ما نسمع عبارة (الله يكون في عونه مهو صايم)، فهذه حالة لم تعد فردية أو محدودة، وإنما بتنا نشهدها بشكل متكرر، وما يحدث هو أنها أصبحت عادة، لكن للأسباب يبدو أننا سلبيون ولا نحاول مقاومتها".
أجر وإبداع
جزء آخر من الموظفين وجدنا لديهم رغبة متنامية في زيادة عملهم والإبداع فيه، وتنوعت الأسباب في هذا المجال، فمنهم من يرى ضرورة لتطبيق قاعدة "العمل عبادة"، ومنهم من يعد الشهر مصدراً جيداً للدخل، وطرف ثالث يرى في العمل فرصة من أجل الانشغال لقضاء الوقت حتى يحين موعد الإفطار.
فأسامة الذي يعمل في شركة للاتصالات يرى في شهر رمضان فرصة لمضاعفة العمل ويقول: " تعلّمنا من الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - أن "العمل عبادة"، ورمضان كله شهر عباده، فلماذا لا نجعل من عملنا طريقة لزيادة أجرنا عند الله - سبحانه وتعالى -".
ويضيف: " أنا لا أجهد نفسي في العمل، لكنني لا أدع للكسل مجالاً ليدخل إلى عملي وجميع الواجبات التي تكون موكلة إليّ في العمل، وأنهيها في الوقت المناسب وأنا مرتاح تمام".
ويؤكد أسامة على أنّ أي موظف إذا أتاح للشيطان بأن يوسوس له بأنه لن يستطيع إنجاز عمله بسبب الجوع فإنه سيبقى طيلة الشهر على هذا الحال، ولن يتمكن من إنجاز أي من مهام عمله. ويضيف: "علينا أن نقاوم الشيطان من خلال الإصرار على أداء العمل بكامل صوره، ولا نفكر بمسألة الأكل والجوع، وعلينا دوماً أن نستعين بالأذكار؛ لأن فيها حفظاً من الشيطان".
أما إلهام وهي موظفة في قسم المحاسبة في شركة تجارية فإنها ترى في الالتزام بالعمل وزيادته أحياناً فرصة للانشغال عن التفكير بالطعام وموعد الإفطار. وتقول: "بمجرد أن أصل إلى مقر عملي صباحاً أضع لنفسي جدولاً لأعمال ذلك اليوم، إضافة إلى الأعمال التي تكلفني بها الإدارة، علماً بأنني في الأيام العادية أقوم بأعمال أقل من تلك التي أقوم بها في شهر رمضان".
وتضيف: "أستغرب جداً من الأشخاص الذين يصيبهم الكسل خلال هذا الشهر، فمنذ متى فرض شهر رمضان من أجل النوم والجلوس في البيوت، وأحياناً كثيرة العصبية وغيرها من العادات السيئة، فرمضان شهر خير يجب أن تكون كل الأعمال فيه أعمال خير".
مجاهد موظف في قسم المبيعات في شركة توزيع منتجات مختلفة يرى في شهر رمضان فرصة لزيادة ربحه، ويسوّغ ذلك قائلاً: "في شهر رمضان يقبل المواطنون على شراء كل شيء أكثر من الشهور الأخرى، وبما أنني أعمل في شركة تعطيني نسبة على كل عملية بيع فإنني أستغل هذا الشهر من اجل زيادة أرباحي، خاصة وأن النساء تكون مقبلة بكثرة على الشراء".
ويضيف: " الكسل في رمضان هو مشكلة لكل صائم، وعليه أن يبحث عن مخرج ما للتخلص من وإيجاد جهد وإبداع في العمل بدلاً من الكسل".
صلاة وقرآن وعمل
"قبل ثلاث سنوات كنت أقضي شهر رمضان بكسل تام، نصف النهار نائم والنصف الآخر أتقلب في الفراش، أيام أذهب للعمل وأيام لا أذهب، وأحياناً كنت أذهب قبل انتهاء الدوام بوقت قصير". هكذا يقول الموظف إبراهيم سعد.
لكن إبراهيم استطاع التغلب على هذه العادة السيئة فيقول: "منذ ثلاثة أعوام وحتى الآن قررت التخلص من عادة الكسل لديّ، وذلك من خلال وضع جدول للأعمال اليومية في رمضان، وتحديداً خلال ساعات العمل، ومن أهم الأمور التي أركز عليها في هذا الجدول أن تكون الصلاة في وقتها تماماً، ولا أقوم بتأجيلها كما كنت أفعل سابقاً".
ويضيف: "يمرّ عليّ وقتان للصلاة وأنا في العمل وهما الظهر والعصر، فمنذ الثامنة صباحاً وحتى العاشرة أبقى على مكتبي ملتزماً بالعمل، وبعد ذلك أخصص نصف ساعة لتلاوة القرآن الكريم، وأعود بعد ذلك للعمل، إلى أن يحين وقت صلاة الظهر، أصلي وأعود لمتابعة عملي، وفي الساعة الثانية أعود لقراءة القرآن لنصف ساعة أيضاً، وأتابع العمل إلى أن يحين موعد صلاة العصر، ويكون قد تبقى من وقت العمل لديّ نحو نصف ساعة، فأذهب إلى مكتبي، وأنهي كافة ما بين يدي من أعمال قبل أن يحين موعد مغادرتي، وبالتالي ينقضي النهار بشكل منظم دون أن أشعر بجوع أو كسل".
تلك هي عادات الموظفين التي رصدناها في شهر رمضان المبارك، وربما يوجد هناك عادات أخرى لم نتمكن من رصدها، لكن ما ذكرناه من نماذج إيجابية كفيل بأن يحوّل الشهر إلى ثلاثين يوماً من الحيوية والنشاط.